ابدعات من اختيارالاستاذ مصطفى مصلح (الرواية والنثر)
صفحة 1 من اصل 1
ابدعات من اختيارالاستاذ مصطفى مصلح (الرواية والنثر)
المزبلة عالم له معجمه الخاص ومصطلحاته التي لا يفهمها إلا المرميون والمنفيون فيها..فخليفة وحسن كانا من "الميخاليِّين" أو "الهبّاشة" الذين يعيشون في مجتمع المزبلة، يسترزقان مثل الكثيرين مما يجمعانه من مواد ومعادن قابلة لإعادة الاستعمال، والهبّاشة شريحة اجتماعية لم يجد لها خليفة وحسن في نقاشاتهما المستفيضة مصطلحا دقيقا يصنف هذه الشريحة في السلم الطبقي للمجتمع..فخليفة يرى أن المجتمع العربي بصفة عامة لا يمكن تقسيمه على غرار طبقات المجتمع الغربي، لأننا في نظره نعيش داخل مجتمعات تتعدد فيها الطبقات...فهناك شريحة اجتماعية من الفقراء والمتسولين والبوهيميين التي سماها خليفة الطبقة "التحتبروليتاريا"، أما الهبّاشة فقد كان يشكك خليفة أصلا في انتمائهم إلى المجتمع البشري، أما حسن فيراهم يشكلون بالفعل طبقة اجتماعية أو على الأقل شبه طبقة،فهناك في مزبلة المجتمع يتكاثر الناس كما تتكاثر الجراثيم في العفن..ويصعب إيجاد مصطلح دقيق غير "الهبّاشة" لوصف هذا النمط من الكائنات الحية التي تقتات من النفايات..أما القانون السائد هنالك،فأسوأ من قانون الغاب،لأنها منطقة أغلب الهبّاشة فيها سجناء قدامى، أو فارون من العدالة، أو مجرمون مبحوث عنهم من طرف عصابات كبرى في شمال المغرب أو خارج البلاد...ولكل قصته الغريبة والعجيبة والرهيبة عن ماضيه وعن كيفية وصوله إلى هذا المكان البائس..
رشيد مرزاق
من مشروع سردي لا أدري منتهاه
........................................................................................
لحظة سرد انثوية خالصة
كذلك كانت أحاسيسي دائما، متراصة، يشد بعضها بعضا بإسمنت التدارك، تماما كما كانت تكون لحظتي التي تفاجئني فيها آلام المخاض، سكاكين تنغرس في بطني كلما اجتاحته عواصف من لهب، بشكل دائري يحتضن منطقة الجنين ضاغطا بها إلى أسفل، تاركا محيطه لزوابع لافحة، تفقدني الإنصات إلى أية حاسة أخرى، غير حاسة السمع التي تقذفها الأصوات الخارجية، كرشة ماء تحيي كل مرة غفوة حاسة البصر. فالعينان تتبعان صورا في عالم آخر، لا لون لها و لا رسم و لا خطوط و لا أشكال سوى بياض تام، يسحبهما بحباله نحو مصدر ذاك الصوت، الذي جاء لينجدهما من نفي هالك. أما الجسد فيكون مصلوبا، تحت تخدير الوجع الذي تمكن من شل أنفاسه، إلا من شهقة حركة ثائرة بين الفينة و الأخرى، كركلة يد أو صفعة كعب على وجه غابر، تجلى في تقاسيم الألم الصارخ
عائشة إذكير مقتطف من رواية لم تعنون بعد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى